إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
129937 مشاهدة
الخلق الذين عظموا دون الله

...............................................................................


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قراءة الأحاديث والآثار التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى فائدتها أن العباد يعظمون الله تعالى ويعترفون بجلاله وكبريائه، ويعظم قدر ربهم في قلوبهم فيخلصون له الدين ويعبدونه حق عبادته وتصغر المخلوقات في قلوبهم مهما كانت. الخلق كلهم أذلاء مهينون أمام عظمة الخالق سبحانه وتعالى، فالذين يعبدون غير الله لو استحضروا عظمة الخالق سبحانه لما صدوا بقلوبهم إلى تلك المخلوقات، فإن الذين يعظمون الأشجار والأحجار، وينحتون الأصنام من حجارة أو من خشب أو نحوها على صور بعض الصالحين أو بعض الأولياء أو يصورون صورهم وينصبونها إلى مجالسهم ويعظمون تلك الصور التي هي جثث أو تماثيل ويعلقون عليها الآمال ويرجون منها النفع.
لا شك أن هؤلاء مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ لم يكن في قلوبهم من تعظيم الله ما في قلوب الأولياء الصالحين، وهكذا الذين يعظمون بعض المعبودات من البشر حتى ولو كانوا يعبدون صالحًا أو نبيًّا أو ملكا أو رسولاً، فإن جميع هؤلاء ضعفاء بالنسبة إلى عظمة الخالق سبحانه.
فهناك الكثير من المتصوفة يعتقدون في بعض البشر ما لا يجوز اعتقاده فإنهم يعظمون بعض الناس كالذين مثلاً يعتقدون في عبد القادر الجيلاني وما هو؟ بشر خلق من ماء مهين، ثم أتى ما أتى عليه ما يأتي على البشر من الموت والأمراض ونحوها مات وانقضت حياته، ومع ذلك لا يزال هناك من يعبده كذلك كثير الذين مثلاً يعبدون العيدروس أو يعبدون كاك أو يعبدون يوسف أو يعبدون سنسال أو يعبدون البدوي أو يعبدون ابن علوان أو يعبدون عليًّا أو الحسن أو الحسين أو زين العابدين يعظمون هؤلاء يعتقدون أنهم يملكون الضر والنفع يملكون العطاء والمنع.
يعتقدون أنهم يجيبون دعوة من دعاهم، وأنهم يفرجون الكربات، ويزيلون النكبات، ويرفعون الدرجات معلوم أنهم بشر من الخلق كانوا فزالوا وُجدوا في الدنيا، ثم انقضت أيامهم وانقضت حياتهم، ولكن أوحى الشيطان إلى أولئك المغرورين فزين لهم أنهم أخير وزين لهم أنهم يملكون وأنهم يتصرفون في الكون، وأنهم يعطون من يشاءون، وينصرون هذا، ويسلطون على هذا وما أشبه ذلك، ودليله أنهم في أشد الأزمات وأشد الكربات يهتفون بأسمائهم، ويدعونهم مع الله تعالى ويصرفون لهم خالص حق الله. فأين هؤلاء من معرفة الله؟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ .